1.استيقظت ذلك الصباح على صوت انين ...يبدو غريبا ..ولكنه مخيفا حقا .....القشعريرة تسير فى جسدى كله .....توقفت عن التفكير وما دفعنى الى القيام الا الفضول...وكأن الفضول دائما سبيل الانسان الى الهلاك
قررت ان ارفع عنى ذلك الغطاء الملفوف حولى .....ولكن الصوت يعلو ....ويزداد ....السبب بسيط ربما لانى اتحرك تجاه باب الشقة ... نعم ذلك الصوت المقبض يتعالى اكثر وكانه ماكثا امام الباب متاهبا لافتراس فقط من يحاول الاقتراب
صوت احدا ياتى من خلفى و بدا تفكيرى مشردا ... اسال نفسى تارة ما ذلك الصوت ؟ واحاول تارة اخرى ان انظر خلفى ولكن انه الخوف يمنعنى عن الحركة
"متخفش يا حبيبى دى قطة ...بتقول نو نو ... متخفش يا حبيبى يلا عشان تروح الحضانة " عندها فقط عرفت ان ذلك الصوت هو صوت قطة
مذكرات طفل عنده 4 سنين بس
2.نعم .. لا وقت أنسب من الآن لأعيش في شقتي المستقلة لهذا تراني هنا في هذه الشقة التي استأجرتها و انتقلت إليها حديثاً .. فلتلق نظرة عليها .. ماذا ؟ .. شئ ما يتحرك في إحدى الغرف ؟ .. لا تقلق فهو قطي على الأرجح ..
الآن فلتجلس قليلاً على هذا الفراش إلى أن أحضر بعض الشاي لأخبرك تلك القصة العجيبة .. ولا تقلق من ذلك الصوت الذي يصدر من باب الحجرة التي تجلس فيها فهو قطي يخمشه على الأرجح ..
تفضل .. ضعه على الطاولة إذا أردت .. لماذا تبدو وجلاً ؟ .. شعرت بشئ يخرج من تحت الفراش ليمسك بقدمك ؟ .. لا تقلق فهو القط يداعبك على الأرجح ..
هل تسمع هذا الصوت ؟ .. لا، لا أعتقد أن هذا مواء .. مهلاً .. تذكرت الآن أني لم أحضر قطي من شقة والداي بعد .. هذا غريب ..
على أية حال .. دعني أخبرك تلك القصة المضحكة .. يقول سكان البناية أن هذه الشقة مسكونة بالأشباح هل تصدق ذلك ؟ ..
3.انتفضت عندما شعرت بهاتفي المحمول يهتز داخل جيبي .. أخرجته في سرعة و نظرت إلى الشاشة ..
هذا غريب .. هاتفي المحمول يصدر صوت صفير عجيب .. و الشاشة تضئ و تنطفئ مراراً و تكراراً بلا توقف ! ..
الأغرب من ذلك هو رقم المتصل ..
1ّّ#455600000000000111111*^^^^^###3356594-128408262794900000
انتظرت قليلاً ثم ضغطت زر الرد ..
-" ألو .. "
لا رد .. فقط صوت تنفس أحدهم و في الخلفية أصوات غريبة تأتي من بعيد .. أصوات أشخاص يتهامسون إذا أردت رأيي ..
بعد فترة من الانتظار و الكثير من " من يتحدث ؟ " جاءني الرد واهناً .. خافتاً ..
-" أنا ( أحمد ) .. لا تتأخر فأنا في انتظارك .. "
عندها انتهت المكالمة .. و أظهر الهاتف رسالة بأن مدة المكالمة 00:00 دقيقة ..
إذا تغاضينا عن النغمة و الرقم الغريبين و مدة المكالمة المنعدمة فهي مكالمة عادية جداً .. باستثناء أن أخي الصغير ( أحمد ) قد توفى منذ يومين !
4.هل تعرف برامج المسابقات التي تذاع على قناة منفصلة و تعرض أسئلة على غرار " حاجة حمرا من جوه و خضرة من بره و فيها بذر أسود و أول حرف من اسمها بطيخة " ؟
تلك البرامج التي تعتمد اعتماداً كلياً على المذيعة الحسناء التي تتمايل على ألحان الأغاني في رقاعة ولا تقول إلا "في انتظار متسابكنا التالي" و "إجابة خاتئة .. شكراً على اتصالك" ..
ما يعيب تلك المسابقات أن هناك نسبة ضئيلة من المتفرجين يتحلون بالغباء الكافي لكي يتصلوا .. و هؤلاء – للأسف – لا يملكون من الذكاء ما يكفي لإجابة مثل هذه الأسئلة !
5.هل ترى تلك المجموعة من الأشخاص الذين يجلسون في تلك الكافيتيريا ؟ .. راقب معي هذا الموقف إذاً ..
هل ترى تلك الفتاة الصغيرة ؟ .. نعم، إنها تتسول .. حاملة عبوة من المحارم الورقية تدور بها على الجالسين ..
" مناديل يا هانم ؟ " .. هكذا تقول لكن لا أحد يلتفت إليها ..
الآن انظر إلى ثيابها .. لا أدري كيف أصفها غير بأنها غير مناسبة لطفلة في العقد الأول من العمر .. لا أدري كيف حصلت عليها و لكن يبدو أنها كل ما تملك لأنها في حالة مزرية ..
راقبها ترحل الآن لتبحث عن أشخاص آخرين تستجديهم .. أعرف ما تفكر فيه .. إن لم تجد هذه الفتاة من يعتني بها فهي مرشحة ممتازة لأن تصبح بائعة هوى ..
الآن راقب هذا الشاب الذي يقترب من مجلس نفس الأشخاص .. بعض الإيماءات تفهم منها أنه أبكم أو يدعي ذلك كما في معظم الحالات .. هل ترى ؟ .. الجميع يخرج النقود ليضعها في يده ..يأخذها الفتى و يضعها في جيبه و يمضي ..
خطأ في الحكم أم مجرد بلاهة ؟ .. لا تعليق ..
6. لقد تم الأمر .. خطة هرب ممتازة .. ادعاء الموت و طبيب مرتشي ليؤكد الوفاة و تخرج من السجن في أقل من يوم واحد .. تدفن في تابوت ليأتي منفذ العملية بعد أن يذهب الجميع بدقائق و يخرجها من تحت الأرض ..
الآن هي تستيقظ .. لا هلع فهي تعرف تماماً أنها في التابوت .. سيكفيها الهواء إلى أن يأتي منقذها .. تضئ البطارية الصغيرة التي وضعتها في طيات ثيابها .. تكتشف بعد انتظار طال ساعة كاملة أن منقذها قد تأخر .. بدأت تشعر بالقلق .. لكن ..
إن جدار التابوت من على يمينها رقيق جداً .. كجدار فاصل على ما يبدو .. اخترقته بيديها و أزاحته بعيداً ..
الآن تتسارع نبضات قلبها و تزداد سرعة تنفسها .. هناك جثة في نفس التابوت الذي ترقد فيه ..
توجه البطارية إلى وجه الجثة ليسقط قلبها من المفاجأة .. إنه ذاته الذي تنتظره ليخرجها من قبرها !
7. آفاق من اللون الأصفر ..
هضاب لا تنتهي ..
أخاديد عميقة وحده الله يعلم أين نهايتها ..
سلاسل متشعبة و متفرعة من تلك الأخاديد تمتد عبر المساحة الصفراء راسمة صورة شجرة تساقطت أوراقها ..
و ..
متمدداً على ظهره في السرير قال :
"أبي .. لقد حان الوقت لترميم هذا السقف .. إذا انتظرنا أكثر من ذلك فسوف يسقط على رؤوسنا !"
8. رأيته يقف مستنداً إلى أحد السيارات ينتظر انتهاء الخطبة و في يده " سجادة الصلاة " .. سلوك شائع ولا بأس به إن لم يكن هناك أماكن فارغة .. الجديد هنا أنه يستمع إلى الأغاني من تليفونه المحمول لكي لا يشعر بالملل !
* * *
للكاتب / مصطفى فتحى محمد