بسم الله الرحمن الرحيم
دولة برمودا التي يترأسها صديق إبليس
كتب الجن والخرافة هي الأكثر رواجا، والأكثر إقبالا عليها هن النساء والشباب القدس: أسامة العيسة
ألاء، طفلة فلسطينية عمرها لم يتجاوز الأعوام العشرة، منهمكة في توزيع
ورقة على معارفها لينسخها كل شخص 12مرة، وإذا لم يفعل ذلك يصاب بمرض خطير
خلال 12يوما، كما جاء في الورقة التي تذكر كاتبتها أنها زارتها «السيدة
زينت أخت النبي!؟»، وشفتها من مرض خطير، وطلبت منها نسخ الورقة وتوزيعها
12مرة.وألاء ليست وحدها، التي تنسخ الورقة وتوزعها بدافع الخوف والجهل، بل
الكثير من زميلاتها وبتشجيع من بعض المعلمات والآباء وبعض أفراد المجتمع
الذين «يفرشون الطريق، أمام أطفالنا، بحسن نية أو بدونها، كي يخطوا أولى
الخطوات على درب الجهل والخرافة والخوف وعدم الثقة واحترام الذات».من الكتب التي تلفت الانتباه على إحدى البسطات، كتاب بعنوان (حوار صحفي مع
الجني المسلم مصطفى كنجور)، وهو من تأليف صحافي مصري عمل فترة طويلة في
السعودية اسمه (محمد عيسى داود).
ويقول صاحب البسطة بأن هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعا، وهو صادر عن دار البشير في القاهرة.يقول مؤلف الكتاب عن الجني الذي حاوره «بعد اطمئنانه للصحبة، كشف لي من
الأمور التي يعتقد بها البشر خطأ وأشياء أخرى حاولت أن أحوز اعترافاته
لكنه ابى، وبرغم هذا فقد أوقعت به في مسائل لا تخطر للقارئ الحبيب ببال،
ونلت اعترافه ضمنا».
ولكن من هو مصطفى كنجور هذا؟يقول مؤلف الكتاب عنه انه جني مسلم، أصله من الهند، وبالتحديد من مدينة
بومباي، وكان «مسيحيا كافرا، ثم اعزه الله عز وجل بالإسلام، وهداه إلى
الإيمان، انه الجني المسلم مصطفى كنجور من قبيلة كنجور المسماة والمنسوبة
إلى جده الذي مات على الكفر، والعياذ بالله، فقد مات محترقا بشهاب رباني،
وانه قبل الإسلام كان اسمه رسلان سمير كنجور، ويبلغ من العمر 180عاما،
واسلام مصطفى كان فتحا، فقد اسلم معه كثيرون لإسلامه، منهم عشرة الاف جني
هم حرسه الخاص وحاشيته، وهو أمير كبير ذو صيت ومهابة».هذا هو (الجني المسلم) الذي أجرى معه المؤلف الحوار وتحدث في شتى المواضيع
السياسية، والعلمية، والجنسية، وركز على الأخيرة وتوسع وصاحبه الجني فيها
بالشرح والتوضيح، ولم يتركا تفصيلا جنسيا يسيل له لعاب أي مراهق إلا
وطرقاه!ويقدم المؤلف لكتابه بمقدمة طويلة يدافع فيها عن الجن والخرافة ويهاجم
فيها رجال دين تصدوا للخزعبلات، ثم يمضي بفصول الكتاب ليكشف المعلومات
التي استقاها من صاحبه كنجور، ومنها «سر» كشفه الجني وخص به مؤلف الكتاب
حول مثلث برمودا المشهور الذي تختفي في سمائه الطائرات وفي جوفه السفن.يقول كنجور لمؤلف الكتاب «ان أميركا وانجلترا وألمانيا تتعاون في كشف سر
برمودا، وأطلقوا قمرا صناعيا من قبل ولن يصلوا إلى شيء، فقل لهم لا تتعبوا
أنفسكم، ان الدولة القائمة هناك غير مرئية، يرأسها صديق شخصي لإبليس».ورغم إلحاح المؤلف، لم يرغب كنجور في كشف المزيد، ولكنه طمأنه «باستطاعة
المسلم عبور المنطقة إذا كان يتلو كتاب الله دون ان يصاب بأذى».
توابل جنسيةتستهوي المؤلف والجني المواضيع الجنسية، لذا فان الجني يكون مزاجه في أحسن
حالاته، وهو يروي عن طقوس الزواج بين الجن التي يقول عنها إنها نفس الطقوس
لدى الإنس، وكذلك عن الغرائز التي تشبه غرائز الإنس، وهنا يرش توابل
جنسية، وفي ذهنه، على الأرجح، نوعية معينة من القراء، الذين يفاجئهم في
نهاية الحديث الممتع، بان الفرق الوحيد بين الإنس والجن، في هذا المجال،
هو أن حجم معاناة الجنية الحامل يفوق حجم معاناة الإنسية الحامل.وعلى ذمة المؤلف فان سن الزواج عند الجن من (180الى 250) عاما، علما أن
180سنة عند الجن تعادل 18عاما عند الإنس، وهذا يعني أن كنجور الذي يعرف
أكثر من علماء الإنس وأكثر من الكتب الدينية المقدسة لم يتجاوز عمره
18عاما، ويتوقع ان يأتي بالبدائع عندما يكبر، وربما لهذا السبب يخبر
المؤلف قراءه بأن هناك جزءا ثانيا للكتاب، ربما سيكتبه المؤلف عندما يكبر
كنجور ويأتي «بالعجب العجاب».ورغم حداثة سن كنجور، إلا انه يكشف بالتفصيل عن مملكة إبليس وأسماء وزرائه
ومساعديه، ويخبر القراء ان قصر إبليس المركزي موجود في احدى نقاط التقاء
النهر بالبحر أو البحر بالبحر، ولا يفصح عن المكان خوفا من بطش إبليس، ثم
يتحرر من خوفه ليخبر القراء ان مناطق التقاء البحار عموما هي مناطق مختارة
كقصور لإبليس ومساعديه
منقول من جريدة الشرق الوسط (العدد 9773)