جيفارا يطلب مقابلة ناظرة المدرسه
الشابه الفاتنه السمراء جولياكيرتزتدخل وهي تخفض عينيها كانت تتوقع ان تري وحش مكبل بالاصفاد والزبد والدم يسيلان من شدقيه..هذا ماقالوه لها عنه..
لكنها رفعت عينيها ببطء فوجدت وجه حزين وسيم فيه كبرياء واسي ورقة تذكرت وجه المسيح الذي تعلقه في دارها بالفعل هذا هو اقرب شبهه ورد لذهنها
قال لها بصوته العميق الهادئ :-
-ان مدرستك تشبه الكهف.. كيف تدرسين هنا؟ في كوبا يستحيل ان توجد مدرسه كهذه...
قالت بصوت راجف:-
-ان بلدنا فقير
-لكن حكامكم يملكون سيارات فارهه ولهذا جئت من بلدي كي احرركم
-بل جئت لتقتل جنودنا..
قالتها واندفعت راكضه خارج الغرفه لكن عينيه ظلتا تومضان في ذهنها عدة عقود كما يظل قرص الشمس يطاردك عدة دقائق بعد دخولك مكان مظلم
في ذات الوقت صارت هذه القريه اهم قريه في العالم طائرات هليكوبتر تهبط وتقلع وجنرالات يصلون واميرالايات ورجال المخابرات المركزيه الامريكيه لااحد يفهم مايحدث
لكن الاوامر تصل الي الكلونيل زينتو بتنفيذ العمليه رقم 600وبالطبع انت فهمت ان العمليه رقم600هي قتل جيفارا
دخل الضابط روديجز الي حيث كان الاسد الجريح مقيد ولم يكن يدخن لان ضابط اسمه اسبينوزا كان يتوق لامتلاك الغليون هكذا دخل الي جيفارا المقيد فضربه وانتزع الغليون من بين اسنانه قال له روديجز
الاوامر البوليفيه هي ان اقتلك.. بينما الامريكيون يصرون علي ان تظل حياً للتحقيق معك
قال جيفارا بصوته العميق الذي يصاحبه صفير الربو:-
-الموت افضلا لي كان يجب الا اقع اسير من البدايه
بدا كان الرجلين متحمسين للفكره متفهمان لها..فقط احدهما سيكون القاتل والاخر سيكون المقتول
انها العاشره مساء التاسع من اكتوبر 1967
وفي غرفة الضباط يسحبون اعواد القش لمعرفة من سيقتل جيفارا الرقيب تيران كان يعرف من البدايه انه سئ الحظ وانه سيسحب العود الاقصر وبالفعل هو ذا يسحبه..ان ثقته بسوء حظه لاحدود لها..هكذا يتجه الي غرفة المدرسه خافتة الاضاءه ونظر الي جيفارا
قال الرجل المقيد وعيناه لاتطرفان :-
--لاتفعل الابعد ان انهض علي قدمي..هلم..اقتلني انت فقط تقتل رجلاً..
يريد القول ان قتل رجل سهل لكن من المستحيل قتل كل الشغب والضوضاء والتحدي الذي يثيره اسم جيفارا
اصيب الرقيب بالذعر وعاد الي زملائه..طل هناك لحظات يحاول استعادة شجاعته ثم من جديد عاد للاسير..ومن دون ان ينظر له هذه المره اطلق النار..اطلق علي الاماكن التي يمكن ان تصيب فيها رجلاً لاتراه خصره حنجرته في هذه اللحظه تحركت النزعه الساديه لدي الجنود وراح الجنود الذين كانوا متهيبين يفرغوا طلقاتهم في الجسد الساكن فقط قبل ان يبدا الحفل قال لهم الضابط بيريز :-
- اطلقوا كما يحلو لكم لكن لااريد طلقه فوق الخصر اريد ان يظل وجهه سليم
ناظرة المدرسه جوليا كيرتز تسمع صوت الطلقات فتهرع الي الغرفه التي امتلات بالدخان والبارود تجد الجثه الغارقه في الدماء انفجرت باكيه
ويستدعون القس روجيه شيلر عند الظهر يدخل الغرفه ليجد امراه من الفلاحين تحمل دلو ماء وتقوم بتنظيف وجه جيفارا من الوحل والدماء
الصورة التي حفظها العالم فيما بعد للوجه الوسيم الذي يحملشبح ابتسامه ساخره ويبدو موشكاً علي فتح عينيه بعد نوم مريح
جاء اخو جيفارا الي بوليفيا ليتسلم جثته فاخبروه انها احرقت وان الرماد مدفون في مكان ما قرب فاليجرانديو الحقائق تتضارب في هذا الامر قيل انه احرق وقيل انه دفن الحقيقه ان الحكومه البوليفيه ظلت تخاف جيفارا حتي بعد وفاته لا احد يريد ان يبقي جثمانه ذكري لما فعلته ويصبح هو بطل
وبعد ثلاثين عام سيجدون هيكل عظمي مدفون من دون يدين لقد بتروا يديه وحفظوهما في الفورمالين لتتم مطابقة بصماته فيما بعد وبعد تحليل ال DNA الموجود في العظام تاكد انه جيفارا وقد نقلوه الي كوبا ليدفن في ضريح سانتا كلارا المكان الذذي يحمل اهميه عظيمه له
لقد مات جيفارا ولكن ذكراه لن تموت