لا توافق جميع الطوائف الهندوسية على نظام الساتي فهناك بعضها يحرمه لأنه يعتبر الانتحار حرقا فداءا لشخص آخر هو عملية مرفوضة و غير مقبولة , لكن هناك في نفس الوقت طوائف متشددة خصوصا في منطقة راجستان و في بعض مناطق غرب الهند لازالت تحترم الساتي و تعتبره دليلا على إخلاص المرأة و طهارتها و شرفها , و هناك من يعتقد بان من العوامل التي ساهمت بشكل كبير في ترسيخ الساتي هو الفقر المدقع لبعض طبقات المجتمع الهندي , فالمرأة التي يموت زوجها لن تجد من يعيلها لذلك تخلص نفسها بالانتحار. و المفروض أن الساتي هو عملية اختيارية أي إن الأرملة ليست مجبورة على القيام به لكن للأسف في بعض المناطق لا تعطى الأرملة خيار الرفض و تجبر على الانتحار حرقا مع زوجها الميت. و حتى الزوجات الصغيرات اللواتي قد لا يتجاوز عمرهن العاشرة غير مستثنيات من تطبيق الساتي.
في العادة تقام المحرقة (Pyre ) لموتى الهندوس خلال يوم من مفارقتهم الحياة , أي إن الزوجة لديها ليلة واحدة لتقرر تطبيق الساتي أم لا , و تلعب العوامل النفسية دورا كبيرا في هذا الاختيار فعادة ما يتوقع منها الأقارب و الجيران القيام بذلك و هذا يؤثر على قرارها بشكل كبير , طبعا هذا على فرض أنها تملك الخيار حقا في الموافقة أو الرفض. و في حال وافقت الأرملة على تطبيق الساتي فأنها تتعطر و تلبس أفضل ما عندها من ثياب أي الثياب التي لبستها في يوم عرسها لأن الساتي بحد ذاته يعني تجديد عهد الزواج بين الزوج و زوجته. و بعد أن تهيئ الأرملة نفسها تؤخذ إلى المحرقة و غالبا ما تدخل إليها بمحض إرادتها و تجلس إلى جوار زوجها قبل إشعال النار و أحيانا أخرى تقوم بالقفز إلى داخل المحرقة بعد أن تضطرم فيها النيران و في حالات نادرة تدخل إلى المحرقة و تجلس إلى جوار جثة زوجها ثم تقوم هي بنفسها بإشعال النار. وقد تسأل عزيزي القارئ ماذا لو دخلت الزوجة إلى المحرقة ثم حاولت الفرار بعد أن نشبت النيران في جسدها و أصابها الألم و الجزع؟ و هذه الحالة ممكن أن تحدث فكلنا نعلم كيف إن الإنسان يناضل من اجل حياته بكل ما أوتي من عزم و قوة خصوصا عن الحريق و الغريق , لذلك و تحسبا لهذه الحالة فأن الأرملة تربط أحيانا بالسلاسل لكي لا تتمكن من الفرار و هناك قصص عن نساء حاولن الفرار فقام الرجال المتجمعين حول المحرقة بدفعهن و ضربهن بواسطة العصي الطويلة حتى تمكنوا من إرجاعهن إلى النار و في بعض الحوادث قام الجمهور بإمساك الأرملة التي تمكنت من الإفلات و الخروج من المحرقة ثم أعادوها و رموها مرة أخرى إلى داخل النار. و غالبا ما يكون العنف مصاحبا للحالات التي تكون الأرملة فيها مجبرة على تطبيق الساتي , فبعضهن يتم سحلهن إلى المحرقة بالقوة من دون الالتفات إلى صراخهن و استنجادهن و توسلهن بالجمهور و يتم تقيد أطرافهن لكي لا يستطعن الفرار ثم تضرم النار , طبعا غالبا ما تموت الأرملة خلال فترة قصيرة لأنها ستختنق و تفقد وعيها بسبب الدخان حتى قبل أن تصل النار إلى جسدها , أما سيئة الحظ فستتلوى كالخروف المشوي حتى الرمق الأخير.
كما أسلفنا فليس جميع مناطق الهند تطبق الساتي بل إن هناك مناطق تمنع المرأة من تطبيق الساتي حتى لو أرادت هي ذلك و أحيانا يقوم الرجال بإخراجها من النار بالقوة قبل احتراقها عندما تفاجئ الجميع و تقفز إلى المحرقة على حين غرة. كما ان هناك ما يسمى بالساتي الرمزي , أي أن الأرملة تلبس ثياب العروس و تجلس قرب جثة زوجها الميت لكنها تغادر المحرقة قبل إضرام النار فيها.
منذ القرن السادس عشر حاول أباطرة المغول المسلمين حظر هذه العادة و كذلك قام الانكليز بمحاولة القضاء عليها عندما احتلوا الهند , و اليوم فأن الساتي ممنوعة في كل أرجاء الهند بموجب القانون و يعاقب أي شخص يساعد الأرملة على تطبيق هذه العادة أو يجبرها على القيام بها , و بسبب المنع فأن حالات تطبيق الساتي أصبحت نادرة جدا لكن تحدث مع ذلك فأحيانا تقوم بعض الأرامل بالقفز إلى داخل نار فجأة قبل أن يتمكن الناس من منعهن و أحيانا يلاقي هذا الانتحار استحسانا كبيرا من الجمهور باعتباره تجسدا لأخلاق الزوجة الهندوسية الطاهرة و المخلصة. ففي عام 2006 قامت عجوز هندية بالقفز إلى النار أثناء جنازة زوجها و احترقت حتى الموت و قبلها بعدة أشهر رمت أرملة شابة بنفسها إلى داخل محرقة زوجها المشتعلة لكن أسرتها و أقاربها تمكنوا من إنقاذها قبل أن تحترق و تموت , و عام 1987 قامت زوجة شابة بالقفز إلى محرقة زوجها وسط صيحات التشجيع و الاستحسان من آلاف المشاهدين الذين تجمعوا لمشاهدة الجنازة و هو الأمر الذي دفع السلطات الهندية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات المشددة للقضاء على هذه العادة. و هناك حوادث أخرى تحدث بين الحين و الآخر و أحيانا نسمع قصصا عجيبة عن أرامل يعتصمن عن الطعام احتجاجا على منعهن من تطبيق الساتي.