بسم الله الرحمن الرحيم
ممنوع التبول داخل الأسانسير
غني هيثم شاكر لمصر (ارمي حمولك عليا) راحت مصر مشيلاه سنة سجنًا، هيثم واحد من أفضل مطربي مصر المشهورين، وعلي الرغم من حبي له فإنني أواجه مشكلة في فهم المشاهير عمومًا، فهم يبذلون في البداية جهدًا خرافيًا لكي يعرفهم الناس ويشاوروا عليهم في الشارع وما أن يصبحوا مشهورين حتي يرتدوا نظارات سوداء كبيرة تخفي وجوههم حتي لا يتعرف عليهم أحد.
ستبدأ الآن حالاً فقرة (يبدو): يبدو أن الإنسان لا يتصرف بحكمة إلا عندما لا تكون أمامه أي اختيارات، ويبدو الحصول علي إعفاء في هذا البلد أسهل من الحصول علي تصريح، وتبدو الفرص أوضح وهي في طريقها للضياع، ويبدو أن جهاز التليفزيون هو أكبر جهاز تثقيفي لأنني في كل مرة أشعر فيها بالملل وأقوم بالتقليب بين القنوات المختلفة أغلق الجهاز ثم أبحث عن كتاب لقتل الفراغ.
والآن سؤال: صديقي القارئ بنسبة كم في المئة تري المكان الذي تقرأ فيه المقال الآن تتوافر فيه شروط القراءة المريحة؟، إذا كانت النسبة لا تتجاوز نسبة الألوان الصناعية المصرح بها في وجوه مذيعات التليفزيون المصري فإليك (فقرة النصائح):
(1) إذا لم تستطع أن تكون قدوة فكن عبرة علي الأقل.
(2) حاول ألا تكون مستمعًا جيدًا فأصدقائي يرون أنني مستمع جيد لكنهم في الحقيقة لا يعرفون أنني طوال الوقت مشغول بالتفكير في شيء آخر، وهذا ليس تواضعًا مني، فالمتواضع يتواضع لأنه يعرف في قرارة نفسه أنه عظيم وهذا هو الغرور بعينه.
(3) الحقيقة أنه لا يوجد أي مبرر للغرور فحتي إذا كنت واحدًا في المليون، فتذكر أن هناك ستة آلاف شخص مثلك علي هذا الكوكب.
(4) فلا تكن مغفلاً مثل الرجل الذي يُعجب بعيون امرأة فيتزوجها كلها.
(5) وكن رومانسيًا، والرومانسية الحقيقية هي أن تحب نفسك.
(6) واجه نفسك بالحقيقة ولا تكن مثل معظم مطربي هذه الأيام الذين يعرفون أن صوتهم قبيح للغاية لكنهم - ولأنهم نجحوا - يجدون صعوبة في الإقلاع عن الغناء، الحقيقة أنه لا شيء يربط بينهم وبين الفن سوي أنهم نسخة من الفنان العالمي فان جوخ الذي قطع أذنه بيده.
ومع (المشاكل) نلتقي: بمناسبة الفن (مشكلتي) مع اللحظات الدرامية المؤثرة في حياتي هي عدم وجود موسيقي مناسبة في الخلفية، و(مشكلتي) مع أهلي أنهم أتعبوا أنفسهم ليعلموني المشي والكلام، ظننت أنهم سيستريحون بعدها لكنهم أتعبوا أنفسهم أكثر ليعلموني أن (أقعد علي حيلي وأخرس خالص)، وهي نصيحة لعيب خلقي ما لم أمتثل لها، كذلك لم يستمع صديقي المدمن لنصيحتي ويواجه (مشكلة) في الإقلاع عن المخدرات ومبرره أنه يقول دائمًا لا للمخدرات بس واضح أن المخدرات مش سامعاه، وإفراطه في الضرب جعله يقرر عدم الزواج ومبرره كيف تثق في شخص ينزف خمسة أيام علي التوالي دون أن يموت؟!
صديقي القارئ أشرف المقال علي نهايته قبل أن تعرف العلاقة بينه وبين العنوان، لا تقلق، آخر حاجة أفكر فيها هي أن أؤذيك (لكن هذا لا ينفي أن الفكرة موجودة)، تفاءل ويجب أن تعرف أن الحياة صعبة فالمرأة تعاني، ومشكلتها أنها مش لاقية الحنان، والرجل أيضا يعاني بس مشكلته أنه مش لاقي تذاكر لماتش الجزائر، لكننا سنقاتل.. سنقاتل.. سنقاتل.. عملاً بوصية الزعيم عبدالناصر في خطابه التاريخي الذي ألقاه في الأزهر بارك