بسم الله الرحمن الرحيم
دلال عبد العزيز: الفنانة التي تعتمد علي جمالها.. عمرها قصير
جرأتها في تجسيد أدوار المرأة الأكبر سنا.. أغرت المخرجين علي الاستعانة بها في هذه الأدوار.. لكن دلال عبد العزيز والتي بلغت قمة النضج الفني في فيلمها الأخير عصافير النيل تقول إنها سعيدة بتقديم دور المرأة العجوز لانها لن تستطيع تقديمه عندما تصبح عجوزا بالفعل!! المزيد مع دلال عبد العزيز في الحوار التالي:
* البعض فسر عدم حضورك الندوات والعروض الخاصة بفيلم عصافير النيل.. بأنك غاضبة.. هل هذا صحيح؟
* لا أبدا.. غيابي كان لظروف قاهرة وخارجة عن ارادتي وهو وفاة والدتي التي غابت عن الدنيا مما سبب لي حالة حزن شديدة لم أستطع تخطيها حتي الآن.
* بالرغم من انك قلت من قبل انك اضطررت للصعود علي المسرح ثاني يوم لوفاة والدك؟!!
* هذا صحيح.. لأنني كنت وقتها صغيرة وفي بداية حياتي الفنية.. بالاضافة إلي أن ارتباطي بوالدتي كان كبيرا لانها كانت تقيم معي وكان اعتمادي عليها بقدر كبير في تربية بناتي وكانت تشاركني كل تفاصيل حياتي لذلك فإن تأثير وفاتها علي كان كبيرا لدرجة انني لم استطع الفصل بين حالتي النفسية وبين متابعة حياتي الفنية, ولنفس السبب اعتذرت عن السفر مع أبطال الفيلم إلي مهرجان دبي
* عصافير النيل كان الفيلم المصري الوحيد الذي شارك في مهرجان القاهرة ونال جائزة.. هل توقعت هذا النجاح؟
* توقعت له النجاح في المهرجان لانه يعتبر فيلم مهرجانات.. واتوقع له أيضا النجاح الجماهيري.. سيكون أول فيلم مصري يذيب الفارق بين فيلم المهرجانات والفيلم الجماهيري! لانه فيلم يختلف عن كل ما قدمته السينما المصرية ويعتبر حالة خاصة جدا.
* ما الذي يجعله مختلفا في رأيك؟!
* بصراحة.. الرواية.. فهي من أجمل وأعمق ما كتب ابراهيم اصلان بل انها تعتبر أهم رواية كتبها لدرجة انه قد تفرع عنها عدة روايات أخري لذلك استمتعت جدا وأنا اقرأها وشعرت بأنها تحفة فنية.
* من الطبيعي أن تستمتعي بقراءة رواية لابراهيم أصلان.. لكن أن تكوني احدي بطلاتها في فيلم سينمائي فذلك شيء آخر.. ليس صحيحا!!
* هذا حقيقي.. فلا انكر انني في البداية شعرت بالخوف من تحويلها إلي فيلم ومشاركتي فيه, لان الرواية كانت أقرب إلي اليوميات وليست حبكة درامية لها بداية ونهاية ومما زاد من خوفي انني وجدت المخرج مجدي أحمد علي قلقان هو الآخر لنفس السبب!!
لكن ثقتي في مجدي وفي روعة الرواية كانت أكبر من مخاوفي لذلك توكلت علي الله وقدمت دور نرجس الذي اعتبره من أهم محطاتي السينمائية.
* كنت من اوائل الفنانات اللاتي قدمن دور الأم وأنت في سن صغيرة.. لكن ان نراكي في شخصية نرجس التي امتد عمرها في الفيلم حتي انحني ظهرها ربما كان شيئا جديدا.. ألم تخش من التجربة؟
* عمري ما شعرت بالخوف من تقديم أي شخصية!! لان المشاهد ذكي جدا وكذلك النقاد.. ولانني أيضا لا اعتمد علي شكلي أو جمالي في تجسيد أي شخصية.. واعتبر أن أي فنانة تعتمد علي جمالها فإن عمرها سيكون قصيرا لان عمرها عمر جمالها.. أما أنا شخصيا فأحب جدا تقديم الشخصيات التي يزيد عمرها سنوات كثيرة لانني ادرك انني عندما أكون في ذلك العمر في الحقيقة, فلن استطيع تقديمه لانها غالبا تكون مرحلية فمثلا شخصية نرجس أنا لم أقدمها وهي عجوز مباشرة لكنني جسدتها في عدة مراحل حتي وصلت للشيخوخة لذلك فإن تلك الأدوار تتطلب ممثلة في أواسط عمرها حتي يمكن تصغيرها قليلا.. أو تكبيرها.. لذلك أري ان هذا هو الوقت المناسب لي لتقديم تلك الأدوار.
* بالرغم من انك قدمت دور المرأة العجوز في مسلسل حديث الصباح والمساء.. إلا أن نرجس في عصافير النيل كانت أكثر اقناعا.. لماذا؟
* أولا بحكم النضج والخبرة التي تزيد بمرور الأيام.. فأنا في تلك الأدوار اعتمد علي مخزون من المشاهدات الحقيقية فعندما قدمت حديث الصباح والمساء كنت استعين بشكل جدتي واتقمص حركاتها وبعد أن توفيت أصبحت اختزن تصرفات والدتي وبعد ذلك قدمت نرجس في عصافير النيل فصببت فيها كل مخزوني وخبرتي ولم اعتمد علي الماكياج بشكل أساسي لكن اعتمادي كان علي التفاصيل والتصرفات الصغيرة التي يقوم بها كبار السن مثل بربشة العين وعوجة الفم! اعتقد أن اهتمامي بتلك التفاصيل بالاضافة إلي تقمصي الشديد للشخصية هو ما جعلها أكثر اقناعا.
* بالرغم من وصولك لهذه الدرجة العالية من الاقناع.. إلا أن البعض رأي أن الماكياج كان مبالغا فيه جدا لدرجة جعلت نرجس تبدو أكبر عمرا بكثير مما يجب؟!
* هذا صحيح لكنه كان مقصودا... لان نرجس كبرت قبل أوانها وتعمدنا أن تظهر آثر الفقر والضعف والحياة الصعبة التي عاشتها علي شكلها ووجهها فتشيخ قبل الآوان.. وهذا ما نراه كثيرا في الحياة الواقعية وهو أن الناس الفقراء يتأثرون بالزمن أكثر من غيرهم.
* لكن هذا أحدث مفارقة عندما ظهرت أم نرجس في الفيلم وكأنها تماثلها في العمر رغم أنهما أم وابنة؟!
هذا أيضا كان مقصودا.. لأن الأم في الفيلم تعيش بعيدا في القرية وهي مصابة بالزهايمر فلا تحمل هما لشيء ولا يشغلها شيئا ولذلك أيضا ماتت ابنتها قبلها.
* ما الذي أضافه لك دور نرجس في عصافير النيل؟
لقد غير فلسفتي في الحياة.. وخاصة فلسفة الزمن... فابراهيم اصلان ناقش منظور الزمن بطريقة بديعة عندما جعل روايته تدور بين زمنين مختلفين: زمن الأم التي تمثل الماضي.. وزمن الحاضر الذي كنت امثله أنا وفتحي عبد الوهاب وباقي الأبطال الذين هربوا من فقر القرية فعاشوا حالة من التهميش في المدينة.
* بعيدا عن السينما.. ما هي آخر أخبار التلميذة دلال عبد العزيز؟
قالت ضاحكة: انتهت صحوتي العلمية بسبب القر!!... أنا لم أحصل بعد علي الماجستير في الأورومتوسطية بسبب انشغالي بعصافير النيل وابنه الاردني وبعد ذلك بمرض والدتي التي ظلت مريضة لمدة تسعة شهور قبل وفاتها.
* نعلم انك تحبين العلم والدراسة.. لكن ما علاقة الأورومتوسطية بالتمثيل والفن؟!
أنا فعلا أحب العلم وبعد حصولي علي بكالوريوس الزراعة حصلت علي ليسانس الآداب قسم انجليزي ثم استهوتني قضية حقوق الانسان فحصلت علي دبلومة من الاقتصاد والعلوم السياسية وذات يوم قرأت أن الدبلومة القادمة ستكون عن الأورومتوسطية واكتشفت انني لا أفهم الكلمة فقررت الالتحاق بالدبلومة لدراسة الماجستير وبعد حصولي عليها ان شاء الله بوسعي أن أتخصص في القضايا الثقافية والتأكيد ستشمل الفن!!
* سمعنا عن مشروع عمل درامي يجمعك بزوجك الفنان سمير غانم وابنتك دينا وايمي.. هل هذا صحيح؟
ياريت.. فأنا أتمني فعلا أن أقدم عملا يجمعنا خصوصا بعد نجاح المسلسل الكارتوني عائلة استاذ أمين والذي جمعنا معا لكن حتي هذه اللحظة لم يعرض علينا مثل هذا العمل
* بمناسبة المسلسلات.. ما سر نجاح الدويتو بينك وبين يحيي الفخراني كما حدث اخيرا في مسلسل ابن الارندلي؟
لان يحيي فنان صادق يعيش الشخصية بجد وصدق.. وهذا ما أفعله أنا أيضا لذلك فأنا أمامه لا أشعر بأنني أمثل وفي ابن الارندلي تقمصت شخصية لطيفة ولم استطع الخروج منها بسهولة لدرجة أن ايمي ودينا مازالت تقولان لي حتي الآن انني أتصرف معهما كـ لطيفة ولست دلال!!
موضوع: دلال عبد العزيز: الفنانة التي تعتمد علي جمالها.. عمرها قصير 
الجمعة 18 ديسمبر 2009, 3:04 pm
