علي عكس ملايين المصريين، عشت سنوات حتي الأسبوع الماضي وأنا أعتقد أن الكاتب الساخر أحمد رجب.. ثقيل الدم!
فبينما كان ومايزال الملايين ينتظرونه كل صباح داخل عمود نصف كلمة. والذي لا يوجد له مثيل لا في الصحافة المصرية أو العربية. هذا العمود 'الضاحك الباكي' الذي يضحك ملايين المصريين والعرب ويبكيهم في نفس الوقت علي عيوبهم ونقائصهم، والتي استحقوا من أجلها أن يشبههم أحمد رجب ب'الهنود الحمر' دون أن يجرؤ أحد منهم علي الاعتراض..
وبينما يرتجف أي وزير أو مسئول كبير، إذا شاء سوء حظه أن يتناوله الكاتب الساخر أحمد رجب بسهام كلماته. أو بفكرة مجنونة من أفكار رسومات الكاريكاتير التي تبدعها ريشة الفنان الجميل مصطفي حسين. وفي الوقت الذي مازلت فيه شخصيا حتي اليوم كل صباح أقرأ نصف كلمة وكاريكاتير مصطفي حسين وأحمد رجب قبل أن أقرأ مانشيتات الصفحة الأولي والأخبار السياسية، إلا أنني ظللت طوال سنوات وحتي الأسبوع الماضي أخفي في صدري اعتقادي الخاص بأن أحمد رجب 'دمه ثقيل'!
ولقد عرفت أحمد رجب قبل سنوات طويلة من دخولي شارع الصحافة، وأعجبت إلي درجة الانبهار بهذا القلم الساخر، وتلك الموهبة الصحفية النادرة، والتي أصبحت علامة بارزة من علامات مدرسة 'أخبار اليوم' الصحفية..
ولقد بدأت علاقة أحمد رجب وهو اسكندراني المولد والطباع بالصحافة مع بداية الخمسينات، عندما تخرج في كلية الحقوق وعمل محررا في مكتب 'أخبار اليوم' بالاسكندرية، وكان وهو طالب في كلية الحقوق قد أصدر مجلة 'أخبار الجامعة'، وكانت مجلة ناجحة للغاية وصل توزيعها إلي 7 آلاف نسخة.. وهو رقم كان يتعدي أرقام توزيع أشهر المجلات المصرية أيامها، كما أصدر مجلة أخري مع الصحفي الراحل اسماعيل الحبروك.. ولأن لسانه كان طويلا من يومه. فقد كانت هذه المجلة سببا في إحالته إلي مجلسي تأديب متتاليين، والمهم أنه بعد عمله بفترة قصيرة في 'أخبار اليوم' بالاسكندرية سرعان مااكتشف مصطفي أمين وموسي صبري أن أحمد رجب يمتلك موهبة صحفية تتعدي حدود عروس البحر، وهكذا انتقل بسرعة إلي دار 'أخبار اليوم' في القاهرة، حيث أصبح خلال سنوات قليلة أشهر فرسانها ونجومها.. ثم عمل نائبا لرئيس تحرير مجلة 'الجيل' ومديرا لتحرير مجلة 'هي'